فصل: (الشبهة الثانية):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: إظهار الحق (نسخة منقحة)



.(الشبهة الثانية):

أن مؤلفي كتب الحديث ما رأوا الحالات المحمدية والمعجزات الأحمدية بأعينهم وما سمعوا أقوال محمد صلى اللّه عليه وسلم منه بلا واسطة بل سمعوها بالتواتر بعد مائة سنة أو مائتي سنة من وفاة محمد صلى اللّه عليه وسلم وجمعوها وأسقطوا مقدار نصفها لعدم الاعتبار.
(والجواب) قد عرفت في الفصل الثالث أن الرواية اللسانية معتبرة عند جمهور أهل الكتاب واعتبارها ثابت من هذا الإنجيل المتداول، وأن فرقة بروتستنت تحتاج إلى اعتبارها في أمور كثيرة هي على إقرار (ماني سيك) الأسقف بمقدار ستمائة، وأن خمسة أبواب من سفر الأمثال جمعت من الروايات اللسانية، في عهد حزقيا بعد مدة مائتين وسبعين سنة من موت سليمان عليه السلام، وأن إنجيل مرقس ولوقا وتسعة عشر بابًا من كتاب الأعمال كتبت بالرواية اللسانية وأن الأمر المهتم بشأنه يكون محفوظًا ولا يتطرق فيه خلل بمرور مدة، وأن التابعين كانوا شرعوا في تدوين الأحاديث في الكتب لكنهم دونوها على غير ترتيب أبواب الفقه، وأن طبقة تبع التابعين دونوها على ترتيبها، ثم إن البخاري وباقي مؤلفي الكتب الصحاح اقتصروا على ذكر الأحاديث الصحيحة وتركوا الضعاف وروى كل من أصحاب الصحاح الأحاديث بالإسناد منهم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. وقد صُنف في أسماء الرجال فن عظيم الشأن يعلم به حال كل راوٍ من رواة الحديث، وكذا قد عرفت أن أهل الإسلام كيف يعتبرون الحديث الصحيح فلا يرد عليهم شيء، وقولهم سمعوها بالتواتر وأسقطوا مقدار النصف لعدم الاعتبار غلط لأنهم ما أسقطوا لعدم الاعتبار حديثًا من الأحاديث التي سمعوها بالتواتر لأن الحديث المتواتر عندهم واجب الاعتبار، نعم تركوا الضعاف التي لم تكن أسانيدها كاملة وتركها لا يضر كما قد عرفت.
في الباب الثاني من قول آدم كلارك: (إن هذا الأمر محقق أن الأناجيل الكثيرة الكاذبة كانت رائجة في أول القرون المسيحية وكثرة هذه الأحوال الكاذبة الغير الصحيحة هيجت لوقا على تحرير الإنجيل، ويوجد ذكر أكثر من سبعين من هذه الأناجيل الكاذبة والأجزاء الكثيرة من هذه الأناجيل باقية وكان ثابري سيوس جمع هذه الأناجيل الكاذبة وطبعها في ثلاث مجلدات) انتهى.

.(الشبهة الثالثة):

إن كل عاقل إذا ترك التعصب علم أن أكثر الأحاديث لا يمكن أن يكون معانيها صادقة مطابقة لما في نفس الأمر.
(والجواب) لا يوجد في الأحاديث الصحيحة شيء يكون مضمونه ممتنعًا عند العقل، وأما بعض المعجزات التي هي خلاف العادة، وبعض أحوال الجنة والجحيم والملائكة التي لا يوجد لها نظائر في هذه الدنيا فإن كان استبعادهم لها لأجل أنها ممتنعة بالبرهان فعليهم ذكر هذا البرهان وعلينا جوابه، وإن كان لأجل أنها خلاف العادة أو لا يوجد لها نظائر في هذا العالم فلا يضرنا لأن المعجزة لو كانت على مجرى العادة لا تكون معجزة، أليس صيرورة العصا ثعبانًا وابتلاعها جميع تنانين السحرة ثم صيرورتها كما كانت بلا زيادة حجم، وهكذا جميع معجزات موسى عليه السلام على خلاف مجرى العادة، وقياس العالم الآخر على هذا العالم قياس مع الفارق، نعم لو قام البرهان القطعي على امتناع شيء يقطع بامتناعه في العالم الآخر أيضًا، وبدون قيام البرهان، لا يتجاسر على إنكاره في العالم الآخر، ألا يرون إلى اختلاف أحوال الأقاليم فإن بعض الأشياء توجد في بعض دون بعض، فمن كان من إقليم وسمع حال بعض الأشياء العجيبة المختصة بإقليم آخر يستبعد، بل كثيرًا ما ينكر بشرط أن لا يكون سماعه بالتواتر.
وقد يكون بعض الأمور مستبعدة في بعض الأحيان دون بعض كما أن قطع هذه المسافة البحرية بهذه السرعة التي تقطع بالمراكب الدخانية، أو البرية التي تقطع بالعربيات الدخانية كان من المستبعدات عند الناس قبل إيجاد المراكب الدخانية، والعربيات الدخانية وكذا وصول الخبر في دقيقة أو دقيقتين إلى مسافة بعيدة بواسطة السلك المعروف كان من المستبعدات قبل إيجاده وما بقيت مستبعدة بعد اختراع هذه الأشياء وامتحانها.
لكن الإنصاف أن عادة المنكرين أنهم يغمضون عين الإنصاف ويحكمون على كل شيء يرى مستبعدًا في آرائهم أنه محال، وتعلم علماء بروتستنت هذه العادة من أبناء صنفهم الذين يسمونهم الملاحدة، لكن العجيب من هؤلاء العلماء أنهم لا يرون أن كتبهم مملوءة بالأغلاط الصريحة كما نقلت بعضها على سبيل الأنموذج في الفصل الثالث من الباب الأول وأنهم ما تنبهوا باستبعادات أبناء صنفهم وعاملوا المسلمين بما عاملتهم أبناء صنفهم وقد كانت استبعادات أبناء صنفهم غالبًا أقوى من استبعاداتهم الناقصة، وأنا أنقل بعض المواضع من المواضع التي يستهزؤون بها ويستبعدونها.. مثلًا:
(1) وقع في الباب الثاني والعشرين من كتاب العدد هكذا: 28: (ففتح الرب فم الأتانة وقالت لبلعام: ما الذي فعلت بك هذه ثلاث مرات قد ضربتني) 29: (فقال بلعام للأتان: لأنك استأهلت ذلك مني إلخ) 30: (فقالت الأتانة لبلعام: لست أنا أتانك التي تركب منذ كنت غلامًا إلى يومك هذا فهل فعلت بك مثل هذا فقال: لا).
قال هورن في الصفحة 636 من المجلد الثاني من تفسيره المطبوع سنة 1822: (إن الكفار من زمان قليل يستهزؤون بتكلم أتان بلعام) انتهى.
(2) ووقع في الباب السابع عشر من سفر الملوك الأول أن الغربان كانت تجيب اللحم والخبز لإلياء الرسول إلى مدة وهذا الأمر ضحكة عند أبناء صنفهم حتى مال محققهم المشهور هورن إلى رأيهم وسفه مفسريهم ومترجميهم بوجوه ثلاثة كما عرفتها في الفصل الثالث من الباب الأول.
(3) ووقع في الباب الرابع من كتاب حزقيال هكذا وأنقل عبارته عن الترجمة العربية المطبوعة سنة 1844: ((4) وأنت تنام على جانبك الأيسر وتجعل آثام بيت إسرائيل عليها على عدد أيام ترقد عليها وتتخذ إثمهم (5) أما أنا أعطيتك سني آثامهم على عدد أيام ثلثمائة وتسعين يومًا وتحمل إثم آل إسرائيل (6) ثم إذا كملت هذا تنام على جانبك اليمين ثانية وتتخذ إثم آل يهوذا أربعين يومًا إن يومًا عوض سنة جعلته لك (7) وتقبل بوجهك إلى محاصرة أورشليم وذراعك تكون مشدودة وتبني عليها (8) هوذ شددتك بوثاق ولا تلتفت من جانبك إلى الجانب الآخر حتى تتم أيام محاصراتك (9) وأنت خذ لك حنطة وشعيرًا وفولًا وعدسًا ودخنًا وجاروس وتجعلهن في إناء واحد وتخبز لك خبزًا على عدد الأيام التي ترقد فيها على جانبك ثلثمائة وتسعين يومًا تأكله (10) وطعامك الذي تأكله يكون بالوزن عشرين مثقالًا في كل يوم من وقت إلى وقت تأكله (11) وتشرب ماء بمقدار السدس من القسط من وقت إلى وقت تشربه (12) وكخبز ملة من شعير تأكله وتلطخه بزبل يخرج من الإنسان في عيونهم).
فأمر اللّه حزقيال عليه السلام بثلاثة أحكام:
(الأول) أن يرقد على جانبه الأيسر ثلثمائة وتسعين يومًا ويحمل إثم آل إسرائيل ثم يرقد على جانبه الأيمن أربعين يومًا ويحمل إثم آل يهوذا.
(والثاني) أن يقبل بوجهه إلى محاصرة أورشليم ويكون ذراعه مشدودة ولا يلتفت من جانب إلى جانب آخر حتى تتم أيام المحاصرة.
(والثالث) أن يأكل إلى ثلثمائة وتسعين يومًا خبزًا ملطخًا ببراز الإنسان وأبناء صنفهم يستهزئون بهذه الأحكام ويستبعدون أن تكون من جانب اللّه، ويقولون إنها واهية بعيدة عن العقل ولا يأمر اللّه أن يأكل نبيه المقدس إلى مدة ثلثمائة وتسعين يومًا خبزًا ملطخًا ببراز الإنسان، أما كان الإدام غير هذا، إلا أن يقال إن البراز في حق الطاهرين يكون طاهرًا كما يفهم من ظاهر كلام مقدسهم بولس في الآية الخامسة عشرة من الباب الأول من رسالته إلى تيطس، على أن اللّه قد أخبر بواسطته (إن النفس التي تخطئ فهي تموت والابن لا يحمل إثم الأب والأب لا يحمل إثم الابن، وعدل العادل يكون عليه ونفاق المنافق يكون عليه) كما هو مصرح به في الآية العشرين من الباب الثامن عشر من كتابه، فكيف أمره أن يحمل آثام إسرائيل ويهوذا إلى أربعمائة وثلاثين يومًا.
(4) ووقع في الباب العشرين من كتاب أشعيا أن اللّه أمره أن يكون عريانًا حافيًا إلى ثلاث سنين ويمشي على هذه الحالة وأبناء صنفهم يستهزئون بهذا الحكم ويقولون استهزاءً، يأمر اللّه نبيه الذي يكون في قيد العقل ولا يكون مجنونًا أن يمشي مكشوف العورة الغليظة بين النساء والرجال إلى ثلاث سنين.
(5) ووقع في الباب الأول من كتاب هوشع أن اللّه أمره أن يأخذ لنفسه زوجة زانية وأولاد الزنا، ثم وقع في الباب الثالث من الكتاب المذكور أن يتعشق بامرأة فاسقة محبوبة لزوجها، وقد وقع في الآية الثالثة عشرة من الباب الحادي والعشرين من سفر الأحبار هكذا: (ولا يتزوج الكاهن إلا امرأة عذراء ولا يتزوج أرملة ولا مطلقة ولا منجسة بالزنا فلا يتزوج من هؤلاء البتة بل يتزوج عذراء من قومه).
وفي الباب الخامس من إنجيل متى هكذا: (كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه) فكيف أمر اللّه نبيه بما ذكر، وهكذا استبعادات أخر فمن شاء فليرجع إلى كتب أبناء صنفهم.

.(الشبهة الرابعة):

الأحاديث الكثيرة مخالفة للقرآن لأنه وقع في القرآن أن محمدًا صلى اللّه عليه وسلم ما ظهر منه معجزة وفي الأحاديث أنه صدر منه معجزات كثيرة وأنه وقع في القرآن أن محمدًا صلى اللّه عليه وسلم كان مذنبًا، وفي أكثر الأحاديث أنه كان معصومًا، وأنه وقع في القرآن أن محمدًا صلى اللّه عليه وسلم كان في الابتداء في الجهل والضلالة كقوله في سورة الضحى: {ووجدك ضالًّا فهدى} وكقوله في سورة الشورى: {ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورًا نهدي به من نشاء من عبادنا} وفي الأحاديث أنه تولد في الإيمان ولذلك ظهرت منه معجزات كثيرة. هذا غاية جهدهم في إثبات المخالفة بين القرآن والأحاديث.
(والجواب) أن الأمرين الأولين لما كانا من أعظم مطاعن النبي صلى اللّه عليه وسلم أردت أن أتعرض لهما في الباب السادس في المطاعن وأجيب عنهما هناك فانتظر.
(والجواب عن الثالث) أن الضال في الآية الأولى ليس المراد به الضال عن الإيمان ليكون بمعنى الكافر فيرد اعتراضهم بل في تفسير هذه الآية وجوه:
(الأول) ما روي مرفوعًا أنه عليه الصلاة والسلام قال: «ضللت عن جدي عبد المطلب وأنا صبي ضائع وكاد الجوع يقتلني فهداني اللّه».
(والثاني) أن معناها وجدك ضالًا عن شريعتك أي لا تعرفها إلا بإلهام أو وحي فهداك إليها تارة بالوحي الجلي وأخرى بالخفي وهو مختار البيضاوي والكشاف والجلالين. في البيضاوي ووجدك ضالًا عن علم الحكم والأحكام فهدى، فعلمك بالوحي والإلهام والتوفيق للنظر وجاء بهذا المعنى في حق موسى عليه السلام أيضًا في قوله تعالى: {فعلتها إذًا وأنا من الضالين}.
(والثالث) أنه يقال ضل الماء في اللبن إذ صار مغمورًا، فمعنى الآية كنت مغمورًا بين الكفار بمكة فقواك اللّه تعالى حتى أظهرت دينه. وجاء بهذا المعنى في قوله تعالى: {أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد}.
(والرابع) أن معناها كنت ضالًا عن النبوة ما كنت تطمع ولا خطر شيء في قلبك منها، فإن اليهود والنصارى كانوا يزعمون أن النبوة في بني إسرائيل فهديتك إلى النبوة التي ما كنت تطمع فيها البتة.
(والخامس) أن معناها وجدك ضالًا عن الهجرة لعدم نزول الإذن فهداك بالإذن.
(والسادس) أن العرب تسمي الشجرة في الفلاة ضالة كأنه تعالى يقول كانت تلك البلاد كالمفازة ليس فيها شجرة تحمل ثمر الإيمان إلا أنت فأنت شجرة فريدة في مفازة الجهل فوجدتك ضالًا فهديت بك الخلق ونظيره قوله عليه السلام: «الحكمة ضالة المؤمن».
(والسابع) أن معناها وجدك ضالًا عن القبلة فإنه كان يتمنى أن تجعل الكعبة قبلة له وما كان يعرف أن ذلك يحصل له أم لا فهدى اللّه بقوله: {فلنولينك قبلة ترضاها} فكأنه سمى ذلك التحير بالضلال.
(والثامن) الضلال بمعنى المحبة كما في قوله تعالى: {إنك لفي ضلالك القديم} أي محبتك ومعناه أنك محب فهديتك إلى الشرائع التي بها تتقرب إلى خدمة محبوبك.
(والتاسع) أن معناها وجدك ضالًّا أي ضائعًا في قومك كانوا يؤذونك ولا يرضون بك رعية فقوى أمرك وهداك إلى أن صرت واليًا عليهم..
(والعاشر) أن معناها ما كنت تهتدي على طريق السماوات فهديتك إذ عرجت بك إليها ليلة المعراج.
(والحادي عشر) أن معناها وجدك ضالًا أي ناسيًا فهدى أي ذكرك وذلك أنه ليلة المعراج نسي ما يجب أن يقال بسبب الهيبة فهداه اللّه تعالى إلى كيفية الثناء حتى قال لا أحصي ثناء عليك وجاء الضلال بهذا المعنى في قوله تعالى: {أن تضل إحداهما}.
(والثاني عشر) قال الجنيد قدس سره: وجدك متحيرًا في بيان ما أنزل عليك فهداك لبيانه لقوله تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم} ويؤيده قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه} وقوله عز وجل: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علمًا}.
وعلى كل تقدير لا تمسك لهم بهذه الآية ويجب تفسير الآية بالوجوه التي ذكرتها وبأمثالها التي ذكرها المفسرون لقوله تعالى: {ما ضل صاحبكم وما غوى} إذ المراد به نفي الضلالة والغواية في أمور الدين بلا شبهة ومعناه ما كفر ولا أقل من ذلك فما فسق.
والمراد في الآية الثانية بالكتاب القرآن وبالإيمان تفاصيل شرائع الإسلام. ومعنى الآية ما كنت تدري قبل الوحي أن تقرأ القرآن ولا الفرائض والأحكام، وهذا حق لأن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان قبل الوحي مؤمنًا بتوحيد الرب إجمالًا وما كان عارفًا بتفاصيل الإسلام بل صار عارفًا بعد الوحي أو المراد بالإيمان الصلاة كما في قوله تعالى: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} أي صلاتكم فمعنى الآية ما كنت تدري ما الكتاب أي القرآن ولا الإيمان أي الصلاة وما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عالمًا بكيفية هذه الصلاة المشروعة في ملته قبل النبوة أو المراد بالإيمان أهل الإيمان على حذف المضاف أي ما كنت تدري ما الكتاب ومن أهل الإيمان يعني من الذي يؤمن بك.
وحذف المضاف كثير في كتبهم المقدسة أيضًا، الآية الثانية والعشرون من الزبور الثامن والسبعين هكذا: (من أجل ذلك سمع الرب فغضب واشتعلت النار في يعقوب وطلع السخط على إسرائيل).
وفي الآية الرابعة من الباب السابع عشر من كتاب أشعيا هكذا: (يضعف مجد يعقوب ويهزل سمن جسمه).
وفي الباب الثالث والأربعين من كتاب أشعيا هكذا: 22: (لا دعوتني يعقوب ولن تتعب لأجلي إسرائيل) 28: (فنجست الرؤساء القديسين وجعلت يعقوب قتلًا وإسرائيل تجديفًا).
وفي الباب الثالث من كتاب أرمياء هكذا: 6: (وقال لي الرب في أيام يوسيا الملك هل رأيت ما فعلته معاصية إسرائيل انطلقت لنفسها إلى كل جبل رفيع وتحت كل شجرة مورقة وزنت هناك) 7: (فقلت بعد ما فعلت هذه جميعها ارجعي إلي ولم ترجع فرأت أختها يهوذا الفاجرة) 8: (لأن من أجل أن زنت إسرائيل المعاصية فأنا طلقتها ودفعت إليه كتاب طلاقها فلم تخف يهوذا أختها الفاجرة بل ذهبت وزنت هي أيضًا) 11: (وقال لي الرب قد بررت نفسها إسرائيل المعاصية بمقابلة يهوذا الفاجرة) 12: (ارجعي يا إسرائيل المعاصية) وفي الباب الرابع من كتاب هوشع هكذا: 15: (إن كنت يا إسرائيل أنت تزني فلا يأثم يهوذا) إلخ 16: (لأن إسرائيل كبقرة شاغبة) إلخ 17: (صاحب الأوثان إفرام) إلخ وفي الباب الثامن من كتاب هوشع هكذا: 3: (أرذل إسرائيل الخير) إلخ 8: (ابتلع إسرائيل الآن صار في الأمم كإناء نجس إفرام أكثر مذابح للخطية) إلخ، (ونسي إسرائيل خالقه) إلخ.
ففي هذه العبارات يجب حذف المضاف وإلا يلزم والعياذ باللّه أن يكون يعقوب عليه السلام مغضوبًا عليه وضعيف المجد وغير داع للّه وقتلًا وتجديفًا ومعاصية زانية تحت كل شجرة وغير راجع إلى اللّه وكبقرة شاغبة ومرذل الخير وكإناء نجس وناسيًا لخالقه.